الشاعر محمود السلطان لا تحسبينَ في البعدِ عنكِ مفرَّتي ... ... إِنِّي بذاك البعدِ عاديتُ مسرَّتي . ولا تلومينَ الجَفاءُ فما له ذنبٍ ... ... إلا استحالةَ اللقاءِ بِكَنَفِ الغربةِ . سَاويتُ نفسي بغدرِ العُهُودِ وما أنا ... ... بناقضٍ للميثاقِ من هواهُ محبتي . عَانقتُ شوقي والأشواقُ تمتزجُ ... ... بدمعِ العينِ في فراقي لبسمتي . لمَّا ارتحلتُ دَنوتُ من أجلي ... ... بترك الأنيس وخامد وحشتي . ظنوا ببعد العين ينساكِ المغرمُ ... ... فوجدت هواكِ يطوفُ بِوحدتي . سُكِبَتْ جراحي تفور بأضلعي ... ... وزئير جوفي يجور بصخبتي . غريبٌ أنا لا همسٌ ولا سببُ ... ... يواري ضجيجي ويخفي حُرقتي . أُعذريني بذلك الغيابُ فإنني ... ... غريقٌ ببحرِ الشوق بلهفتي . لا تحسبينَ بالبعد عنكِ مهاجراً ... ... إنِّي قريبٌ أستنير بدمعتي .